{قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}.
ومن معالم وسطية الإسلام التوازن بين مطالب الروح والجسد، وبين الدنيا والآخرة {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}.
فدعت الشريعة إلى تهذيب النفس بالعبادة المشروعة، ونهت عن الترهبن الذي يدعو إليه غلاة تهذيب النفس.
وأباحت الطيبات ونهت عن الركون إلى البهيمية المادية التي كان عليها مكذبو أنبياء الله ورسله {وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ}.
ومن معالم وسطية الإسلام: أنه وسط في باب علاقة العقل بالوحي، فلم يجعل العقل حاكماً على الوحي، ولا المصدر الوحيد للمعرفة، بل جعل الوحي هو المصدر الأول للمعرفة والتشريع، وجعل العقل مناطا للتكليف، وأداة لفهم نصوص كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.