{قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}.
ودعا إلى معرفة قدرهم من حيث العبودية، وتبليغ الرسالة، فنهانا عن الغلو فيهم كما غلا من قبلنا في أنبيائهم، وكذلك نهانا عن التفريط في حقهم، كما فعل من قبلنا ممن فرطوا فيهم وآذوهم وكذبوهم وقتلوهم.
ومن معالم وسطية الإسلام: أنه وسط في التحليل والتحريم بين من غلا في التحريم مطلقاً حتى حرموا ما أحل الله لهم، وبين من غلا في الإباحة مطلقا، فجاء بشريعة وسطية عدل أباحت الطيبات، وحرمت الخبائث، وكل أمر ضار، ورفعت الآصار والأغلال التي كانت على الأمم السابقة، وحددت علاقة العبد بربه، وبأبويه، وزوجته، وأولاده، وأقاربه، وبالمجتمع عموماً.
ففي باب الطلاق كانت الشريعة الإسلامية وسطاً بين من منعه وبين من أباحه مطلقاً، فأباحته، ووضعت له أحكاما وشروطا وضوابط وقواعد.
وجعلت التوبة بين العبد وبين ربه بالإقلاع من الخطأ والندم عليه والعزم بألا يعود، بينما كان من قبلنا تكتب خطيئته على بابه، وكانت التوبة بقتل بعضهم بعضا، كما قال الله عن موسى عليه السلام: