كيف يسوغ تحريم الفرع وهو الزينة المكتسبة، وإباحة الأصل وهو الوجه الذي هو الزينة الأساسية، والمراد بقوله تعالى: {إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا}، كما قال بذلك ابن مسعود رضي الله عنه، وجمع من علماء السلف من المفسرين وغيرهم: (ما لا يمكن إخفاؤه) كالرداء والثوب، وما كان يتعاطاه نساء العرب من المقنعة: التي تجلل ثيابها، وما يبدوا من أسافل الثياب، وما قد يظهر من غير قصد كما تقدمت الإشارة لذلك، فالمرأة منهية من أن تبدي شيئًا من زينتها، ومأمورة بأن تجتهد في الإخفاء لكل ما هو زينة.
وحينما نهى الله سبحانه وتعالى المرأة عن إبداء شيء من زينتها، إلا ما ظهر منها، علّمها عز وجل كيف تحيط مواضع الزينة بلف الخمار، الذي تضعه على رأسها فقال: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ}، يعني من الرأس وأعلى الوجه، {عَلَى جُيُوبِهِنَّ} يعني الصدور، حتى تكون يذلك قد حفظت الرأس وما حوى والصدر من تحته، وبما بين ذلك من الرقبة وما حولها، لتضمن المرأة بذلك، ستر الزينة الأصلية والفرعية.
وفي قوله تعالى أيضًا في آخر هذه الآية: {وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ} الدلالة على تحريمه سبحانه على المرأة ما يدعو إلى الفتنة، حتى بالحركة والصوت، وهذا غاية في توجيه المرأة المسلمة، وحثّ من الله لها على حفظ كرامتها ودفع الشر عنها.
ويشهد أيضًا لتحريم خروج الزينة المكتسبة أو الأصلية: فعل