من مواضع الزينة كاليدين والرجلين والنّحر، وما إلى ذلك وإذا كان الوجه أصل الزينة، وهو بلا نزاع القاعدة الأساسية للفتنة بالمرأة، بل هو المورد والمصدر لشهوة الرجل، فإن تحريم إبدائه آكد من تحريم كل زينة تحدثها المرأة في بدنها.
قال القرطبي في تفسيره: الزينة على قسمين: خَلْقيّة ومكتسبة فالخَلقيّة وجهها: فإنه أصل الزينة وجمال الخَلْقة ومعنى الحيوانيّة، لما فيه من المنافع وطرق العلوم.
وأما الزينة المكتسبة: فهي ما تحاول المرأة في تحسين خِلْقتها به، كالثياب، والحلي، والكحل، والخضاب. أ. هـ.
وقال البيضاوي في تفسيره: {وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ} كالحلي والثياب والأصباغ، فضلاً عن مواضعها لمن لا يحل أن تبدي له، فإذا كان الوجه هو أصل الزينة بلا نزاع في النقل والعقل، فإن الله جلّتْ قدرته حرم على المرأة إبداء شيء من زينتها، وهذا عموم لا مخصص له من الكتاب والسنة، ولا يجوز تخصيصه بقول: فلان أو فلان، فأي قول من أقوال الناس يخصص هذا العموم، فهو مرفوض لأن عموم القرآن الكريم والسنة المطهرة، لا يجوز تخصيصه بأقوال البشر، ولا يجوز تخصيصه عن طريق الاحتمالات الظنية، أو الاجتهادات الفردية فلا يخصص عموم القرآن إلا بالقرآن الكريم أو بما ثبت من السنة المطهرة، أو بإجماع سلف الأمة ولذلك نقول: