النبي صلى الله عليه وسلم بزوجته صفية، وفعل أمهات المؤمنين، وفعل النساء المؤمنات في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد نزول هذه الآية وآية الأحزاب من الستر الكامل، بالخمر والجلابيب، وكانت النساء قبل ذلك يسفرن عن وجوههن، وأيديهن حتى نزلت آيات الحجاب.
وبذلك يعلم أن ما ورد في بعض الأحاديث، من سفور بعض النساء كان قبل نزول آيات الحجاب، فلا يجوز أن يستدل به، على إباحة ما حرم الله، لأن الحجة في الناسخ لا في المنسوخ، كما هو معلوم عند أهل العلم والإيمان.
- ومن آيات الحجاب: الآية السابقة من سورة النور، ومنها قوله تعالى من سورة الأحزاب: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}.
قال العلماء: الجلابيب جمع جلباب: وهو كل ثوب تشتمل به المرأة فوق الدرع والخمار، لستر مواضع الزينة من ثابت ومكتسب، وقوله تعالي: {ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ} يدل على تخصيص الوجه لأن الوجه عنوان المعرفة، فهو نصّ على وجوب ستر الوجه، وقوله: {فَلا يُؤْذَيْنَ}: هذا نصّ على أن في معرفة محاسن المرأة إيذاء لها ولغيرها،