وأن أجمل جمال المرأة في وجهها، فهو قمة الزينة التي منعت الآية الكريمة إبداءها، إلا لذوي المحارم الأقربين، وهم حماة المرأة وأصحاب الغيرة على المحارم.

والفطرة التي فطر الله المرأة عليها: حب التستر والتجمل بالزينة المصطنعة، وأهم ذلك جمال الوجه الذي تدرك المرأة أنه المرغوب عند الرجال، ألا ترى أن من لم تُعطَ في وجهها مسحة من جمال، تتحسّر في نفسها خوفًا من العنوسة؟ وذلك: حسب ما يدور في مجتمع النساء .. وتتأذى من نظر الرجال إليها.

لذلك وجب ستره إلا عن المحارم، الذين مرّ ذكرهم في الآية الكريمة، ولراغب الزواج أو عند الشهادة، والحاجة القصوى في العلاج.

وقصة زواج جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما في خطبته للزواج من امرأة ثيّب، إذ كان يختبئ بين النخيل لينظر إليها، دليل على حرص نساء الأنصار على التستر وتغطية الوجه كاملاً .. والوضع الطبيعي: أن الإنسان: ذكرًا أو أنثى لا يُعرف من هو إلا بالنظر إلى الوجه، ولأنه لا يعرف إلا بقسماته المميزة .. ومتى غُطي ضاعت تلك الملامح، فالاختفاء لا يتم إلا بطمس الوجه، فهو موطن الجمال والجاذبية وخاصة للنساء، وستره فطرة فطر الله النساء خاصة عليها، وأن نزعه كان قبل الإسلام، ولعلّه مقترن بفتنة بني إسرائيل كما جاء في الحديث، والمرأة قديمًا وحديثًا عندما تفاجأ في طريقها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015