عمرو بن العاص، من قطع لعادات الجاهلية، نسبه للنبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «نهانا أن نستأذن على النساء، إلا بإذن أزواجهن» (?).
وما ذلك إلا حذرًا من انفتاح أبواب الشكوك، مع تحرك الغيرة التي بها تذهب السعادة الزوجية، وتتقوض دعائم بيوت العشرة، والطمأنينة الأسرية، يقول سبحانه: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.
والسكن والمودة والرحمة بين الزوجين خصال حميدة، لا تتحقق بينهما، ولا يتهيأ الجو لتمامها، إلا بتعاون المرأة في تهيئة الجو الأسريّ المناسب لهذه الخصال، والابتعاد بحجاب الإيمان والحياء والدين، عن مثيرات الشكوك بحماية نفسها وفق شرع الله، وحرصًا على الأسباب التي في مقدمتها الستر والاحتشام بالحجاب، الذي أمر الله رسوله بإبلاغه لنساء المؤمنين: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} وطبّقته نساء الأنصار في يوم نزول الآية: سمعًا وطاعة لأمر الله، وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، فإذا كان هذا في الصدر الأول، فالآن ألزم: لأن هذا الحجاب ساتر عن الفضوليين، وقاطع لأسباب الغيرة: (لا يعرفهن أحد).