واستمر الخلفاء بعده يدعون إلى الله، وينشرون دينه خارج الجزيرة، حتى شاع هذا الدين في مشارق الأرض ومغاربها ودخل الناس في دين الله أفواجًا عن قناعة بهذا الدين وأخلاقه وحلت الحضارة الإسلامية بقوتها وصلابتها مكان الحضارات الأخرى، واستوعب هذا الدين الناس على اختلاف أجناسهم ولغاتهم وثقافتهم، عاشوا تحت راية الإسلام الواسعة وفي ظل أخلاقه السمحة وتعليماته الربانية.
ولكن الأمة واجهت في مختلف مراحل تاريخها عداوات ومؤامرات وتحديات من أعدائها أو من بعض المتعاونين معهم على الضلال، ولكن هذا الدين ظل قويًّا شامخًا، وقد يضعف في نفوس أهله أحيانًا ولكنه سرعان ما يستعيد قوته ونشاطه وينتشر في الأرض لأنه الدين الحق والفطرة التي فطر الله عليها الناس.
أمة الإسلام: إن أعداء الأمة اليوم هم أعداؤها بالأمس وإن تنوعت الأساليب واختلفت على حسب اختلاف الأزمان والأحوال، ولكن الأمة لا تزال في عصورها المتأخرة تعاني من بعض التحديات العظيمة والأخطار الكبيرة.
فمن تلكم التحديات: الانحراف العقدي عند بعض أفراد المسلمين الذين استبدلوا العقيدة الصحيحة بالمبادئ الكفرية