أما أهداف الجهاد في سبيل الله: فهي إعلاء كلمة الله في الأرض، وإقامة الحق والعدل بين الناس وجعل الحاكمية لله وحده، فلا يهتدى إلا بهدي الله ولا يحكم إلا بشريعته. . . ولهذا لا يكاد يذكر القتال أو الجهاد إلا مقرونا بسبيل الله تفريقا بينه وبين القتال من أجل الثارات والأطماع الدنيوية وحب السيطرة والاستعباد، فالإسلام لا يريد من القتال إبادة الحرث والنسل ونشر الخراب والدمار. . . بل إن من أهداف الإسلام إسعاد البشرية وهدايتها، ونشر الأمن والرخاء فوق ربوعها، وهو لا يلجأ للقتال إلا عند الضرورة.
أما مشروعية الجهاد: فكانت بعد الهجرة، فإنه لم يختلف العلماء في أن القتال قبل الهجرة كان محظورا على المسلمين كقوله تعالى: {فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ} (?) وقوله {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (?) فلما استقر النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة وصارت له شوكة. . . أنزل الله تعالى قوله: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ} (?) فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقاتل من قاتله ويكف عمن كف عنه،