وروى جماعة من الصحابة منهم أبو بكر الصديق وابن عباس أن أول آية نزلت في القتال هي قوله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} (?).
وقد أيد هذا أبو بكر بن العربي في كتابه أحكام القرآن، وذكر أن القتال كان إذنا ثم أصبح فرضا بعد ذلك (?).
والجهاد في سبيل الله: يكون بالنفس وبالمال وباللسان، وقد أعظم الله الثمن للمجاهدين بالأنفس والأموال فقال جل وعلا: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (?).
وروى أبو داود والإمام أحمد والنسائي وابن حبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم (?)».
والذين جادوا بأنفسهم في سبيل الله بشرهم الله بالحياة الطيبة وأنهم عند ربهم يرزقون فقال تعالى: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} (?) {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} (?).
والمال عنصر هام للمجاهدين في سبيل الله، وقد ضرب لنا سلفنا الصالح النماذج الخيرة في مجال التبرع بالمال للجهاد وإعداد العدة، فقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم للتبرع للجهاد في غزوة تبوك عندما واجهت المسلمين شدة من قلة الأموال والموارد، وكان لا بد من إعداد العدة وتجهيز الجيش بما