بيع بعض (?)» فإذا رأيت أخاك قد سام سلعة وتوجه الآخر إليك فإياك أن ترفع السلعة لتبيع على بيعه، وإياك أن تضع من الثمن لتفسد عليه، دع أخاك وشأنه ولا تبع على بيعه، دعه إذا باع أن يربح ما يسر الله له، أما إن تتدخل في بيعه فتقول للمشتري: أنا أبيعك بأقل من هذا، فهذا لا يجوز، أو تقول للبائع: أنا أشتري منك بأكثر من ذلك، فلا يجوز إلا إذا تنازل أخوك عن ذلك البيع.
14 - ونهانا رسول الله عن الغش فيما بيننا وأمرنا أن تكون بيوعنا كلها واضحة جلية لا غدر ولا خيانة فيها، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «من حمل علينا السلاح فليس منا ومن غشنا فليس منا (?)» فالغاش ليس من المسلمين لأنه يهدد اقتصادهم، كما أن القاتل حامل السلاح يهدد أمنهم، فكل منهم يخدع المسلمين ممن يغش في البيوعات والذي يخدع الناس، والذي يضع الشعارات غير الشعار الحقيقي، والذي يزيف، والذي يؤخر السلعة التي لها زمن ينتهي إليه ثم يخرجها والحال أنها ضارة وأن زمن البقاء قد مضى، كل أولئك يعتبرون غاشين لإخوانهم المسلمين، خادعين لهم، ماكرين بهم، ومكاسبهم مكاسب خبيثة.
المسلم في معاملاته يتقي الله فلا يعين على معصية ولا يعين على ظلم ولا يعين على عدوان، يتحرى المكاسب الطيبة وإن قلت، ويترفع