النبي صلى الله عليه وسلم أثناء الدعوة ونشرها وخاصة بعد الهجرة وبدء الجهاد.
لقد بين النبي صلى الله عليه وسلم حقيقة المجاهد، وهدفه، وهو ما ثبت في الحديث عن أبي موسى رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه، فمن في سبيل الله؟ قال: «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله (?)»
وفي الحديث ذم الحرص على الدنيا، وعلى القتال لحظ النفس في غير الطاعة (?)
ويفهم من جواب النبي صلى الله عليه وسلم أن كل إنسان ينبغي عليه أن يحاسب نفسه ويكون على بينة من أمره في إرادته للجهاد.
كما يفهم أيضا أن المجاهد الحقيقي الصادق هو الذي عرف حقيقة الإسلام والإيمان، وتعلم الأحكام، وخاصة فيما يتعلق بالجهاد، وتفقه في مشروعيته وشروطه وآدابه وضوابطه حسب ما جاء في الآيات الكريمة والأحاديث الصحيحة، واقتدى بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزواته، ووصاياه لأصحابه في السرايا والبعوث.
فلم يكن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يقصدون من الجهاد الحرص على الدنيا ومتاعها، ولا يطمعون إلى الحظوظ النفسية.
ولهذا لم يقاتلوا إلا بعد الإنذار، والدعوة والصبر لعل أن يسمعوا أذانا، أو تحصل استجابة، ولم يفاجئ النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الأعداء إلا إذا تيقنوا أن العدو قد استعد وعزم على الاعتداء كما في بني المصطلق.