العبادة فأجره مستمر، وكذلك المجاهد لا تضيع ساعة من ساعاته بغير ثواب، كما في قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} (?).

وعند البخاري أيضا حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قيل: يا رسول الله، أي الناس أفضل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مؤمن يجاهد في سيبل الله بنفسه وماله (?)»

قال الحافظ: في رواية الحاكم «أي الناس أكمل إيمانا» وكأن المراد بالمؤمن من قام بما تعين عليه القيام به، ثم حصل هذه الفضيلة، وليس المراد من اقتصر على الجهاد وأهمل الواجبات العينية، وحينئذ فيظهر فضل المجاهد لما فيه من بذل نفسه وماله لله تعالى، ولما فيه من النفع المتعدي، وإنما كان المؤمن المعتزل يتلوه في الفضيلة؛ لأن الذي يخالط الناس لا يسلم من ارتكاب الآثام، فقد لا يفي هذا بهذا، وهو مقيد بوقوع الفتن (?)

وهذا يدل بوضوح على أن الجهاد عبادة وطريق دعوة، ولا بد أن يكون المجاهد عارفا بحقيقة الجهاد الذي هو في سبيل الله، ولأن من كمال الإيمان امتثال الواجبات الأخرى من الأحكام والآداب وخاصة المتصلة بالجهاد.

من أهم التوجيهات النبوية في السيرة النبوية ما يستفاد من قول وفعل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015