وهذا الاستعداد من العدو يشير إلى أن الدعوة والإنذار قد وصلته وبلغته وعلم بها.
بل إن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه تركوا الغنائم الكثيرة من الذرية وحتى الأموال كما في غنائم بني المصطلق بعد أن تزوج النبي صلى الله عليه وسلم جويرية بنت الحارث.
وكما في غزوة حنين لما جاؤوا مسلمين ومستشفعين برضاع النبي صلى الله عليه وسلم في ديارهم ومن نسائهم، فترك لهم نصيبه وحث أصحابه على أن يفعلوا مثله ففعلوا رضي الله عنهم.
وقد أخرج البخاري باب الدعاء للمشركين بالهدى ليتألفهم، وذكر فيه حديث أبي هريرة في قدوم الطفيل بن عمرو الدوسي، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم اهد دوسا (?)».
وقوله (ليتألفهم) من فقه المصنف إشارة منه إلى الفرق بين المقامين وأنه صلى الله عليه وسلم كان تارة يدعو عليهم كما في باب الدعاء على المشركين بالهزيمة، ويكثر أذاهم فيدعو عليهم بأن تطيش عقولهم وترعد أقدامهم عند اللقاء فلا يثبتوا، ولا يستقر لهم قرار.
والحالة الثانية، حيث تؤمن غائلتهم ويرجى تألفهم (?)