شمال المدينة المنورة، واستولى على كل ما تحمل من السلع التجارية، فأرسل إليه صلاح الدين الأيوبي قوة من مصر صدته.
وقد حلف صلاح الدين أن يقتله بيده إن أمكنه الله منه، لكثرة غدره وبغضه للإسلام والمسلمين، فأمكنه الله منه بعد انتصاره في موقعة حطين وقتله في عام 582 هـ (?).
ثم في عام 948 هـ كانت محاولة أخرى إذ وصلت طائفة من الإفرنج إلى جدة، ونزلوا ميناء أبي الدوائر في خمس وثمانين برشة " سفينة " وقد قاتلهم المسلمون وأمير الحج في ذلك الوقت، فانقلبوا خائبين (?).
وقد تبعت ذلك محاولات بطرق شتى، في رغبتهم للنفاذ إلى عقر دار المسلمين، فمنذ ثلاثة قرون ركزوا جهودهم بعد أن ظهرت في الجزيرة العربية دعوة إسلامية صحيحة، خالية من الدخائل والمشوبات، تلك هي دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله التي قامت على إخلاص التوحيد لله. ففي رحلة سادلير الإنجليزي، الذي وصل إلى الدرعية عن طريق الأحساء فالقطيف فالرياض، ثم لحق بإبراهيم باشا في آبار علي، ليهنئه بهذا الفوز، نيابة عن الحكومة البريطانية، وحكومة الهند الشرقية، وهو الذي يعتبر من أبرز قادتها، وهذا دليل على خوفهم من الدعوة الصحيحة المخلصة لله، باعتبارها أهم عامل ضد دعوتهم لصرف المسلمين عن دينهم.
كما وقد جاء في مقدمة كتاب (منحة القريب المجيب، في الرد على عباد الصليب، تأليف) الشيخ عبد العزيز ابن الشيخ حمد بن معمر المتوفى عام 1244 هـ، أن الإفرنج عندما مدوا أصابعهم في بلاد العرب ومنها البحرين، كان الأمر موضع خلاف بين الإنجليز والفرنسيين والدولة العثمانية والعجم، كل واحدة تريد بسط نفوذها عليها، وأرسلت كل منها مندوبا من قبلها، فكان مندوب الإنجليز قسيسا اختارته إنكلترا ليكون أبلغ إلى مقصودها بدهائه وعظيم مكره، وليعمل على