والمسلمين، ونقمتهم إذا قدروا، كما يرى سماحة القادة المسلمين، أمثال صلاح الدين الأيوبي الذي فتح القدس، ومحمد الفاتح العثماني الذي فتح القسطنطينية، في العفو عنهم عندما يتغلب الجيش الإسلامي.
ومفكروهم يعرفون حقيقة الإسلام ومنزلته من نفوس المسلمين، فهذا " وليم جيغورد بالكراف " وهو من مخططي التبشير يقول - كما نقل عنه مؤلف كتاب الغارة على الإسلام -: متى توارى القرآن ومدينة مكة عن العرب، فإنه يمكننا حينئذ أن نرى العربي يتدرج في سبيل الحضارة التي لم يبعده عنها إلا محمد وكتابه.
وقد أدرك هذه الفكرة القسيس " يانغ " صاحب التقرير عن التنصير في جزيرة العرب فجعلها نصب عينيه في كل الأعمال. (?).
لقد حاولوا بطرق شتى الدخول إلى جزيرة العرب والوصول إلى الأماكن المقدسة عند المسلمين ولكن بحمد الله، فإن محاولاتهم لم تحقق لهم نتيجة مرضية، ذلك أن الله جلت قدرته قد حفظ دينه، وحفظ الديار التي تضم أماكن العبادة لدى المسلمين، بفضل منه ومنة، وهيأ في كل عصر ومكان من يدفع تلك المحاولات بالسلاح أو اللسان.
وهذا يدعو المسلمين إلى أن يحفظوا دين الله ويحافظوا على شعائره، فالله يدافع عنهم شرور الأعداء ما داموا مرتبطين به، متمسكين بدينه، وعلى هدي رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
وإذا رجعنا إلى التاريخ فإننا نرى عام (577 هـ) أول نموذج لدخول جيوش النصارى للجزيرة العربية، فقد ذكر ابن الأثير في الكامل أن: " رينالد شاتيون " الفرنسي الأصل، وأحد قادة الصليبيين في الشام والمعروف عندهم باسم: " أرناط " وهو أمير الكرك، قد غدر بالمسلمين وبما أخذوا عليه من عهود ومواثيق، فجاء بقوة يقودها بنفسه لاعتراض الحجاج، وقد هاجم قافلة في تيماء،