وفي الصيام أنواع من التخفيف منها: كونه شهرا في السنة {أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ} (?)، ومنها أن من أكل أو شرب ناسيا فإنه يتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه، ومنها الرخصة للمريض والمسافر بالفطر والقضاء وقت الاستطاعة {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي} (?) ..... ، وفي الحج أنواع من التيسير فهو لا يجب في العمر إلا مرة واحدة، والوجوب مشروط بالاستطاعة، والفرض يسقط عن العاجز، والتوسعة في أعمال يوم النحر تقديما وتأخيرا.
أما المعاملات: فإن الأصل فيها الحل إلا ما جاء الشرع بتحريمه {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا} (?) والمحرم من المعاملات والمطعومات والمشروبات أقل بكثير من المباح إذ الأصل الإباحة وفي هذا أعظم التيسير.
إن المتأمل في هذا الدين العظيم يجد أنه مبني على التيسير ورفع الحرج ألم يرفع الله عنا الإثم في الخطأ والنسيان والإكراه {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} (?).
ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: «رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه (?)»؟
ألم يضع الله عنا الآصار والأغلال التي كانت على من قبلنا؟ {رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا} (?)، قال الله: قد فعلت.