الفرع الثالث: الاستخفاء بالدعوة داخل (المجتمع الدعوي) سبب في تمزيق الأمة:

إضافة إلى أن الاستخفاء بالدعوة داخل المجتمع الدعوي ابتداع في سبيل الدعوة وإضرار بها، فكذلك هو أداة لتمزيق الأمة من وجهين:

أولا: مع الحكام ونخص منهم أصحاب الأنظمة التي تتسم بالجور، من خلال عدم تصورهم لأهداف الدعوة الحقيقية وحسن نية دعاتها ومن خلال عدم تثبتهم من الوشاية التي قد يكون مصدرها الخصوم ولهذا فهم يضربون بيد من حديد على كل من يظنون فيه السرية فضلا عمن يجزمون بممارسته لها وتطبيقه إياها خوفا من كون الاستخفاء بالدعوة مؤداه تأليب الناس عليهم أو قلب نظامهم استنادا إلى أن المنظمات السرية في تاريخ الأمم قديما وحديثا كان لها دور في ذلك والتاريخ غير نسي.

وأما أصحاب الأنظمة العادلة فتعمل الدولة على تحجيم الدعوة المشار إليها حينما تتسم بالسرية وربما معاداتها وإضعافها.

ثانيا: مع بقية المسلمين وذلك بإيجاد هوة عميقة بين الدعوة وبين بقية المجتمع، تزداد عمقا مع الزمن، وثغرة بين الطرفين تتسع بإلحاح كلما أوغلت الدعوة في الاستخفاء، نظرا لأنهم يكتمون عن الناس ما لا يجوز كتمه، ويخفون عنهم ما لا يجوز إخفاؤه، فتظلم النفوس وتسود القلوب تجاه الدعوة والدعاة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015