إن العمل الدعوي السري في المجتمعات الدعوية مهما كان فيه من نفع إلا أنه نفع يسير تتبعه مفاسد أعظم من النفع المتوهم أو المرجوح، فهو يجر الدعاة إلى مواقف محرجة هم في غنى عنها ويوهن أمر الدعوة، بل ويوقع الأفراد المسلمين في تضاد بين مبدأ السمع والطاعة وبين التطبيق العملي لمبدأ السرية والخفاء وهذا التضاد خطير لأنه خلل في منهج الدعوة قد يكون سببا في تمزيق الأمة، لذا يجب على الدعاة تجنب الاستخفاء بدعوتهم في المجتمعات الدعوية، إذ الدعوة قد أعلنت، وانتشرت مبادئها، وعم صيتها العالم، وسمع بها القاصي والداني، من خلال المؤلفات والقنوات الفضائية، وشبكة المعلومات (الإنترنت)، والطلاب المبتعثين، والمؤتمرات الدولية، والملتقيات العلمية، لهذا كله لا يسوغ للدعوة أن تتخفى في المجتمعات الدعوية.