ومن المعلوم أن الإسلام بجلائه وصفائه ونقائه، فوق هذا كله، لا مجال فيه لإخفاء حقيقة، ولا كتم طريقة، ولا غموض مسلك.
ب – تعطيل عملية البلاغ: حيث إن النكوص عن عملية البلاغ المبين والنزول إلى المخابئ وتغييب الدعوة وممارسة العاملين وسلوكهم عن الأنظار يعطل عملية البلاغ وهذا يؤدي إلى النمو غير الطبيعي للشر والفساد، ويوقف الحوار ويعطل شعيرة الدعوة والحسبة المناطة بالدعاة والمحتسبين.
إن وظيفة الدعوة تقتضي ألا يحتكر الدعاة دعوتهم في نطاق محدود فتكون بعيدة عن جماهير الأمة ومنفصلة عن جسمها وهدفها وإنما الدعوة يجب أن تنطلق في المجتمع بانطلاق دعاتها في ميادين الدعوة المتنوعة وأن تكون دعوتهم التي يمثلونها أنموذجا عمليا للحياة الإسلامية، وتمثل الإسلام بصورة واقعية لتجذب بسلوكها الجاهلين بحقيقة هذا الدين وتكون لهم دليلا ومرشدا ومعينا على دعوتهم إلى الخير كما قال تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (?) (?).