الفرع الثاني: الاستخفاء بالدعوة داخل (المجتمعات الدعوية) إضرار بالدعوة:

إن من نظر بعين الإنصاف للدعوات التي كان لها طابع السرية داخل المجتمعات الدعوية سواء في عدد من البلاد الإسلامية أم في غيرها؛ يقف على نتيجة حتمية هي إيقاع الضرر بالدعوة، وذلك من خلال أمرين:

أ – الإضرار بالدعوة نفسها: وأساس ذلك أن الاستخفاء يتسبب في انحراف فكر أتباعها تدريجيا ومن ثم سلوكهم وفق رد مسلك النظام القائم، وهذا التحول في الدعوة يأتي في النهاية نتيجة لأنها سارت في أنفاق مظلمة ردحا من الزمن حالت دون أداء وظيفة التصويب والتسديد التي تناط بالعلماء الراسخين.

والمتتبع للتاريخ الغابر - فضلا عن العصر الحاضر - يمكن أن يقول: إنه متى وجد الغموض في الدعوة حلت المخالفات الشرعية، وحيث وجد التخفي؛ حل الخوف وذهب الأمن، وبذلك يتكرر خرق السفينة من المستهمين فيها أنفسهم لعدم رؤيتهم والأخذ على أيديهم، ثم تنتهي إلى الغرق. فيكون أول ضحايا الدعوة تلك هو؛ العمل الدعوي نفسه وليس الخصوم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015