والنهي عن المنكر.
وبعد الفرائض تأتي النوافل، يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي الذي يرويه عن ربه عز وجل: «يقول الله تعالى: " من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها (?)»،. . . " الحديث.
ومن أعظم ما يتقرب به العبد إلى ربه طلب العلم، وذلك أنه وسيلة الوصول إلى معرفة الله عز وجل، ومعرفة حقه سبحانه وعبادته حق العبادة، وأداء حقه على عباده.
والعلم كما ذكر ابن الجوزي وغيره من الأئمة منه ما هو فرض عين، ومنه ما هو فرض كفاية، ومنه المباح، ومنه المذموم، فالعلم المفروض منه ما هو فرض عين، وهو ما يتعين وجوبه على الشخص من توحيد الله، ومعرفة أوامره، وحدوده في العبادات والمعاملات التي يحتاج إليها.
ومن العلوم ما هو فرض كفاية، وهو كل علم لا يستغنى عنه في قوام الدنيا كالطب والحساب، وأصول الصناعات كالفلاحة والحياكة والحجامة، ويدخل في ذلك أيضا العلوم الحديثة التقنية والمهنية ونحوها مما يكون به تقدم المسلمين واكتفاؤهم بأنفسهم،