فتعاقب الليل والنهار ومرور الأيام والشهور والأعوام فيه عبرة عظيمة للمعتبرين، وتذكرة لمن أراد أن يتذكر فيستعتب من ذنوبه ويستأنف عملا صالحا، وفيه فسحة لمن أراد أن يستغلهما في شكر الله بدوام طاعته والخضوع له.
إخوتي وأبنائي. . . ها نحن الآن في استقبال عام دراسي جديد قد طوينا قبله أعواما، فحري بنا أن نقف أولا وقفة تذكر وتفكر واعتبار بمضي الأيام والأعوام، ثم هذا التذكر والتفكر في الحال والمال لا بد أن يورث فينا توبة صادقة مما سلف منا من ذنوب وآثام؛ لأن الله تعالى يقول: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (?)، ومع التوبة يكون منا الاستعداد والاجتهاد في عبادة الله عز وجل، والتقرب إليه بأنواع القربات والطاعات التي تكون لنا زلفى عند ربنا عز وجل.
وأجل أنواع الطاعات وأعظم القربات أداء الفرائض من توحيد الله عز وجل، وإخلاص الدين له سبحانه، والمحافظة على الصلوات الخمس جماعة في المساجد، وأداء الزكاة على من وجبت عليه متى حل وقتها وإيصالها لمستحقها، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام من استطاع إليه سبيلا، وكذلك أيضا بر الوالدين، وصلة الأرحام، والأمر بالمعروف،