أيها الإخوة: لكل داع إلى الله عدو، حتى يكون هذا العدو سببا في انتشار هذا الحق ووضوح هذا السبيل، وأعداء الشيخ قالوا عنه ما قالوا، وافتروا عليه من الأقاويل ما افتروا، ولكن ولله الحمد، ذهبت تلك الأباطيل، ووضح الحق، واستبان الهدي {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} (?).
كانت نجد والجزيرة متفرقة في ولايتها فجمعهم الله على إمام واحد، وكان الفقر سائدا فأغناهم الله، وكان الجهل متمكنا فعلمهم الله، وكانت العصبية رافعة لواءها فأزالها الله بهذه الدعوة الصالحة التي جمعت القلوب على الخير والهدى والعلم النافع، والاتحاد على الكتاب والسنة، والأخوة الإيمانية الصادقة القائمة على هذا المنهج العظيم: دعوة أصلحت القلوب والبلاد، ودعوة جلبت الخير والرغد، ودعوة بصرت من العمى، وهدت من الجهل، إذ هي دعوة سارت في منهجها على منهج محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، لم تكن هذه الدعوة من تلقاء الشيخ من فكره ورأيه، ولا من كتاب قلده ولكنها دعوة من كتاب وسنة، وهو لا يدعي عصمة ولا كمالا ولكن يدعو من خالفه إلى أن يبينوا له إن رأوا في كلامه مخالفة للكتاب والسنة؛ ولهذا يخاطب بعض من يناوءونه قائلا: وإني أشهد الله وملائكته ومن حضرني من عباده المؤمنين أنكم لو قلتم في شيء