الدعوة في بلده الدرعية وما جاورها، فقام الإمامان بهذا الواجب، لكنهم قوبلوا بالعداء من قومهم، ولا سيما بعض المنتسبين إلى العلم الذين يرون أن انضواءهم تحت هذا الدعوة سلب لصلاحيتهم، وإذهاب لمكانتهم، وتحولهم من أئمة متبوعين إلى أناس تابعين، عند ذلك أوضح الشيخ طريقته بالتدريس والكتابة للعلماء والمسئولين في كل قطر، يعرض عليهم منهجه ودعوته، وأنه لم يأت الناس بأمر غريب، ولكن جاء بكتاب الله وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ويطلب من كل من وقف في وجه الدعوة أن يبدي اعتراضه، أو يوضح منهجه، أو يقدح في هذا المنهج الذي جاء به، حتى يتبين هل قدحه مبني على حق أم منطلق من هوى وتعصب باطل.
هذه الدعوة مضت في سبيلها: محمد بن سعود، محمد بن عبد الوهاب جاهدا في الله، وسارا يدعوان من حولهم إلى الانضواء تحت هذه الدعوة، وسماع الحق، والعمل به، وقبوله، والاطمئنان إليه، فيستجيب من يستجيب، ويناوئ من يناوئ، ولكن بتوفيق الله عز وجل ثم صبر أولئك على دعوتهم واستمرارهم عليها. مكن الله لهذه الدعوة، فوضح أمرها، واستبان للناس منهجها، واستفاد منها من أهل هذا البلد وغيره من العالم الإسلامي، وعرفوا أنها دعوة صالحة، ونهج إسلامي: كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما أجمع عليه سلف هذه الأمة.