مما قلته إنه مخالف للكتاب والسنة لكنت أول الناس رجوعا عنه، ولكني ولله الحمد على طريق مستقيم، ملة إبراهيم حنيفا وما أنا من المشركين.
لقد تنوع خصومه في عيبه، وفي ذمه، وفي القدح في دعوته بأمور عظيمة، وشبه باطلة، وسنأتي إن شاء الله على بيان بعض ذلك.
وهذه الدعوة الصالحة قامت على أمور:
أولا: قامت على توضيح الدين للأمة، وهداية الناس إلى طريق الله المستقيم، كانوا يعبدون الأشجار والأحجار، ويطوفون بالقبور ويتحكم فيهم الكهان والمشعوذون والسحرة وعلماء السوء، فأبدل الله ذلك بدين الإسلام الصحيح والشريعة الصافية فاعتنقوها عن إيمان وقناعة، كان الشرك ظاهرا، والتوحيد خفيا إلا عند نذر قليل من الناس، فجاءت هذه الدعوة لترفع لواء التوحيد: " لا إله إلا الله " بتوضيحها وبيانها، وبيان شروطها وأركانها، حتى تكون العبادة لله خالصة.
كان الناس يخضعون للأعراف الجاهلية، والقوانين الظالمة، فجاءت هذه الدعوة لتقول للناس: مرجعكم فيما تنازعتم فيه: كتاب الله عز وجل، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} (?)