يقتضي منه إنكار هذه الشكوك والوساوس ومحاربتها واعتقاد بطلانها ولا شك أن ما ذكره لك هذا الزميل من جملة الوساوس وقد أحسنت في جوابه ووفقت للصواب فيما رددت به عليه زادك الله علما وتوفيقا.
وأنا أذكر لك - إن شاء الله - في هذا الجواب بعض ما ورد في هذه المسألة من الأحاديث وبعض كلام أهل العلم عليها لعله يتضح لك من ذلك الزميل المبتلى بالشبهة التي ذكرت ما يكشف الشبهة ويبطلها، ويوضح الحق، ويبين ما يجب على المؤمن أن يقوله ويعتمده عند ورود مثل هذه الشبهة ثم أختم ذلك بما فتح الله علي في هذا المقام العظيم وهو سبحانه ولي التوفيق والهادي إلى سواء السبيل.
قال الإمام البخاري - رحمه الله - في كتابه الجامع الصحيح ص 336 من المجلد السادس من فتح الباري طبعة المطبعة السلفية، في باب صفة إبليس وجنوده: حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة بن الزبير، قال: أبو هريرة - رضي الله عنه - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته (?)»، ثم رواه في كتاب الاعتصام ص 264 من المجلد الثالث عشر من فتح الباري، عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لن يبرح الناس يتساءلون حتى يقولوا: هذا الله خالق كل شيء فمن خلق الله (?)» انتهى.
وأخرج مسلم في صحيحه اللفظ الأول من حديث أبي هريرة ص 154، من الجزء الثاني من المجلد الأول من شرح مسلم للنووي - رحمه الله - وأخرج مسلم أيضا بلفظ آخر عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لن يزال الناس يتساءلون حتى يقولوا هذا الله خالق كل شيء فمن خلق الله؟ فمن وجد من ذلك شيئا فليقل آمنت بالله ورسله (?)»، ثم ساقه بألفاظ أخرى ثم رواه أنس - رضي الله عنه - «عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: قال الله - عز وجل -: إن أمتك لا يزالون يقولون ما كذا؟ ما كذا؟ حتى يقولوا هذا الله خلق الخلق فمن خلق الله (?)».
وخرج مسلم أيضا - رحمه الله - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال «جاء ناس من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فسألوه إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم