في العمل الصالح، فإذا فعلوه وقع عليهم الهم، أيقبل منهم أم لا؟) (?).، وكتب عمر بن عبد العزيز إلى رجل (أوصيك بتقوى الله الذي لا يقبل غيرها، ولا يرحم إلا بها، ولا يثيب إلا عليها، فإن الواعظين بها كثير، والعاملين بها قليل) (?).
وإن من الخسارة كذلك، أن يلوث الحاج ما عاشه فيما مضى من لذة المناجاة ونعيم الطاعة بالمعاصي والذنوب، وأن ينقض تلك العهود التي قطعها على نفسه ألا يعود إلى الخطأ والزلل مرة أخرى، وإذا كان فعل السيئة قبيحا، والوقوع قي الخطيئة جرما، فإن ذلك يعظم ويقبح إذا كان بعد طاعة من أجل الطاعات، ألا وهي حج بيت الله الحرام.
إن الخير كل الخير، والطهر كل الطهر، أن يحج أحدنا وترى أثار حجه عليه، بلزوم العهد القديم والمسلك القويم، الذي كان عليه في الحج، وليكن خروجنا من هذه الطاعات خروج الغانم الكاسب المغتبط بما وفقه الله لطاعته ولزوم عهده، فالمؤمن الصادق يخرج من طاعة إلا ويدخل في أخرى، محياه ومماته لله رب العالمين، قال الحسن البصري رحمه الله: (آية الحج المبرور: أن يرجع زاهدا