في الدنيا راغبا في الآخرة) (?)، وإن من علامة قبول الطاعة أن توصل بالطاعة بعدها، وعلامة ردها أن توصل بمعصية، فما أوحش ذل المعصية بعد عز الطاعة، ولذلك كان الإمام أحمد رحمه الله يقول: (اللهم أعزني بطاعتك ولا تذلني بمعصيتك) (?)، وكان عامة دعاء إبراهيم بن أدهم رحمه الله: (اللهم انقلني من ذل المعصية إلى عز الطاعة) (?). وقد تضعف النفس في الاستمرار على العمل الصالح والمداومة عليه، ولمعالجة هذا الداء لا بد من العزيمة الصادقة على لزوم العمل والمداومة عليه، أيا كانت الظروف والأحوال، وهذا يستلزم نبذ العجز والكسل والدعة والخمول، وإذا كان الإنسان يكره الموت الذي فيه انقطاع حياته، ويكره الهرم الذي فيه انهيار شبابه وقوته، ألا يدرك أن هناك أمرا- لربما كان أشد منهما- وهو العجز والكسل، وضعف الهمة والتراخي، والتسويف وركوب بحر التمني، مما يقعده عن كل عمل صالح، ويثبطه عن كل بر وطاعة.
وقد كانت حياة السلف، رحمهم الله، معمورة بطاعة الله حتى يلقوا ربهم، وأقوالهم وأحوالهم في ذلك كثيرة، قال ميمون بن مهران: