سابعا: في حال الفتن والمحن واشتداد الأمور واضطرابها يكون للإعلام وقع كبير ودور عظيم في تسيير الأحداث، وهذا أمر معلوم في عصرنا هذا الذي بات الإعلام في حال المدلهمات وعظائم الأمور يؤثر تأثيرا بالغا في نفوس الناس بإثارتها أو تثبيطها بتخويفها أو تأمينها؛ لذا كان الواجب الحذر في التعاطي مع الأحداث الجسيمة فلا تنقل ما يثبط المسلمين ويفت في عضدهم ولا ما يثيرهم ويرجف بهم، فإن هذا محرم وقد كان على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم أناس يستغلون الأحداث بمثل هذه الأمور ففضح الله أمرهم وتوعدهم، ويقول الله تعالى {فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ} (?) {فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (?) وقال أيضا {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا} (?) {مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا} (?)
إذن فما هو موقف الإعلام الإسلامي من الأحداث الجسام التي تؤثر في الأمة؛ إن موقفه موقف المؤمن الثابت، فالواجب أن