وليس أدل على طغيان سلطان الثقافة الغربية على عقل المسلم في هذا المجال، من أنه حتى المدافعون عن الإسلام من الكتاب الإسلاميين لم يستطيعوا التخلص من هذا الطغيان، فنجدهم يدافعون عن نظام تعدد الزوجات بصفة اعتذارية، وكأنهم قد اقتنعوا بأن هذا النظام غير مرغوب فيه وأنهم يودون أنه لم يوجد في تشريع الإسلام. أما وقد وجد، فلا حيلة لهم إلا التماس المبررات الاعتذارية لوجوده، فهم يسلمون من حيث المبدأ بصحة النظرة السلبية لهذا النظام كنظام اجتماعي، ثم يبررون وجوده في الإسلام بأنه نظام استثنائي، وأنه في طريق الانقراض عن حياة المسلمين، وأنه مبرر فقط في ظروف معينة ثم يحاولون حصر هذه الظروف التي تقوم بها الحاجة الفعلية أو الضرورة لأن يتزوج الرجل على زوجته.

وفضلا عن أنه لا يوجد أساس علمي شرعي لاعتبار نظام تعدد الزوجات - كما هو منظم في الإسلام- نظاما استثنائيا لا يمكن أن يتسامح الإسلام تجاهه، إلا في الظروف وضمن الشروط

طور بواسطة نورين ميديا © 2015