الأعداد الهائلة من الأيتام، عدم قيام الحاجة الظاهرة لإنشاء دور الأيتام.
وصار هم دور الأيتام القليلة التي أنشأها بحماس المحسنون أن تتصيد الأيتام تصيدا.
والواقع يظهر أن أم الأيتام في الغالب لا تتزوج إلا في مجتمع يكون فيه الطلب على النساء كثيرا، والعرض قليلا، وهذا الوضع لا يتحقق عادة إلا في مجتمع يشيع فيه تعدد الزوجات.
في مثل هذا المجتمع وحده تتاح فرصة الزواج لكل امرأة، مهما كان لديها من موانع الرغبة فيها كزوجة، مثل أن تكون أرملة مصبية أي ذات أولاد.
وبالعكس فإن المجتمعات التي لا يشيع فيها تعدد الزوجات، تتحدد فيها فرصة الأرامل في الزواج.
حتى أنه مع مرور الوقت يصبح زواج الأرملة عيبا أو محرما؛ بحكم التقليد، كما هو الحال في القارة الهندية.
معنى ما تقدم، أن شيوع تعدد الزوجات في مجتمع ما، يجعل الطلب على النساء في ذلك المجتمع كبيرا، فحتى الأرملة ذات الأيتام، سوف تجد الرجل المناسب الذي يرغب في زواجها، فإذا تزوجت فاء ظل الأب البديل على أولادها اليتامى، ونعموا بالجو الأسري، كأي أطفال عاديين لم يصابوا بفقد أبيهم، وبذلك يتحقق في هذا المجتمع الوفاء لليتيم بحقوقه، أو كما جاء في الآية الكريمة (الإقساط فيه).