هذا في الدنيا أما في الآخرة فثوابه أعظم إن عمل به، وأجره أكبر، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن وهو يتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران (?)» متفق عليه.

وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه (?)» أخرجه مسلم.

وصاحب القرآن هو المقدم في أول منازل الآخرة. فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد ثم يقول: "أيهما أكثر أخذا للقرآن؟ فإن أشير إلى أحدهما، قدمه في اللحد (?)» أخرجه البخاري.

ولا يزال صاحب القرآن يترقى في منازل الجنة على قدر ما معه من القرآن، فعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها (?)» أخرجه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

ولا شك أن العناية بحفظ القرآن من أجل ما تنصرف إليه الهمم؛ لما في ذلك من الأجر العظيم، وقد كان وصف هذه الأمة في الكتب السابقة بأن أناجيلهم في صدورهم. وهكذا فإن الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015