- ومنها: ما يحصل فيها من منكرات عظيمة؛ منكرات عقدية، ومنكرات أخلاقية، فمن المنكرات العقدية وهي أخطرها ما يحدث فيها من المدائح التي قد جاء في بعضها الغلو فيه صلى الله عليه وسلم حتى أوصلوه لمرتبة الألوهية وصرفوا الدعاء له، يقول البوصيري في بردته:
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به ... سواك عند حلول الحادث العمم
نعوذ بالله من الخذلان، فأين رب السماوات والأرض؟ أين الرحيم الرحمن؟ إذا صرف للرسول صلى الله عليه وسلم اللوذ وخصه بذلك في حال الشدة.
ويقول أيضا في مبالغة أخرى وغلو زائد:
فإن من جودك الدنيا وضرتها ... ومن علومك علم اللوح والقلم
ولا شك أن هذا محض حق الله، وقد صرفه للرسول صلى الله عليه وسلم دفعه لذلك الغلو الزائد وإرجاف إبليس وجنده الذين ينشطون في مثل هذه المواطن. وهذا من الشرك الذي أخبر الله أنه لا يغفره نسأل الله السلامة والعافية.
ومما يحدث في الموالد المنكرات الأخلاقية، وما يحدث فيها من اختلاط الرجال بالنساء بل ورقصهن معهم والسهر الطويل على ذلك، حتى أضحت مرتعا للفساق والبطالين ومناخا مناسبا لهم.
- ومنها: ما قام به البعض من الإنكار على من لم يعمل هذه الموالد بل وصل ببعضهم الأمر حتى كفروهم وكفروا من ينكرها.