ولا شك أن هذا من استدراج الشيطان لهم وتزيينه لهم وإشراب قلوبهم هذه البدعة المنكرة والعياذ بالله. فابتدعوا بدعة وعملوا بها ثم كفروا من لم يتابعهم ومن أنكر عليهم نصحا لهم ليردوهم إلى دين الله القويم، وهذا من شؤم البدع والمعاصي إذ لا تزال بصاحبها حتى ترديه والعياذ بالله.
هذا وربما استدل بعض من يقيم هذه الاحتفالات بأدلة يظنها حقا وهي في الحقيقة سراب بقيعة. وهي دائرة بين نص صحيح غير صريح بل ومحرف عن موضعه، وبين نص ضعيف لا تقوم به حجة. فمن ذلك ما استدل به بعضهم من قوله تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} (?)، قال: إن الفرح به صلى الله عليه وسلم مطلوب بأمر القرآن وذكر الآية ثم قال: فالله أمرنا أن نفرح بالرحمة والنبي صلى الله عليه وسلم أعظم الرحمة، قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} (?) هكذا قال واستدل.
فنقول وبالله التوفيق والسداد: أولا: هذا الاستدلال بالآية لم يسبقه إليه السلف ولا قالوا به، ولو كان خيرا لسبقونا إليه وإحداث أمر لم يعهده السلف مردود على صاحبه، ومدار تفاسير السلف لهذه الآية وأقوالهم فيها على أن فضل