ثم أيضا يقال لمن أراد الاحتفال بالمولد النبوي: في أي يوم تحتفل؟ وذلك لأن أهل السير قد اختلفوا في مولده صلى الله عليه وسلم. فمنهم من قال: في رمضان، ومنهم من قال: في ثامن ربيع الأول، ومنهم من قال: إنه في ثاني عشر ربيع الأول وقيل غير ذلك. فكيف يتم لكم الاحتفال؟ أم هل ترى ولادته قد تكررت؟

إن الاضطراب في تحديد تاريخ ولادته التي هي مبنى الاحتفال؟ عند من يحتفل به دال على أنه ليس من الشرع في شيء؛ إذ لو كان مشروعا لاعتنى المسلمون بضبطه وبيان شأنه، شأن مسائل الشرع والقرب الأخرى.

ثم أيضا يقال: هب أن مولده صلى الله عليه وسلم في ربيع الأول فإن وفاته صلى الله عليه وسلم كانت أيضا في شهر ربيع الأول أي في نفس الشهر فليس الفرح بمولده بأولى من الحزن على وفاته صلى الله عليه وسلم. وهذا ما لم يقل به أحد من قبل.

هذا وإن هذه المسألة واضحة بحمد الله لمن أمعن النظر ودققه وبحث ومحص ولم يكن ديدنه التقليد دون دليل، وإن هذه المسألة مما لبس به إبليس لإغواء بني آدم وإضلالهم وقد وجد في هذه الموالد من المفاسد ما يظهر معه جليا أنها تلبيس إبليس وذلك من أمور: - منها: اعتقاد التقرب إلى الله بهذا الاحتفال، وقد قدمنا أن الأصل في القربات التوقيف والدليل، ولا دليل هنا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015