والاحتفال بالمولد إنما حدث في القرن الرابع على يد بني عبيد القداح الذين يسمون (بالفاطميين) وهؤلاء القوم قد بان لعلماء الإسلام ضلالتهم وأنهم من الإسماعيلية الباطنية ولهم مقالات وأفعال كفرية فضلا عن البدع والمنكرات، فليسوا أهلا للاقتداء والتأسي.

ثم إن الله سبحانه وتعالى قد أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة فقال سبحانه: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (?).

وإحداث مثل هذه الموالد فيه استدراك على الله، وأن الدين لم يكمل حتى جاء في القرون المتأخرة من زاد فيه، ولا شك أن هذا تكذيب لظاهر القرآن واستدراك على الملك العلام نعوذ بالله من الخذلان.

ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم: «ما بعث الله من نبي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم (?)». ولا شك أن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء وأفضلهم وسيدهم وأنصحهم لأمته وأوضحهم بيانا وأفصحهم لسانا، فلو كان الاحتفال بالمولد خيرا وقربة لبادر صلى الله عليه وسلم لبيانه لأمته ولدلهم عليه وحثهم، فلما لم ينقل ذلك علمنا قطعا أنه لا خير فيه، فضلا عن كونه قربة لله سبحانه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015