اعتقد مساواته بالله عز وجل يقول صلى الله عليه وسلم: «من حلف بغير الله فقد كفر، أو أشرك (?)» وفي الحديث الآخر: «لا تحلفوا بآبائكم (?)».
وقسم من الناس خالف حقيقة شهادة أن محمدا رسول الله بالابتداع في الدين، وكل بدعة أحدثت فهي مخالفة لحقيقة شهادة أن محمدا رسول الله؛ لأن من حقيقتها ألا يعبد الله إلا بما شرع صلى الله عليه وسلم، فإذا تقرب العبد لله بالبدع فقد خالف مدلول الشهادة.
ومن البدع التي ظهرت وانتشرت واستشرت في المجتمعات الإسلامية وخصوصا في مثل هذه الأيام -أيام شهر ربيع الأول- بدعة المولد النبوي، ولما كانت البلوى قد عمت بها في هذه الأزمان رأينا أن نعرض لها بشيء من التفصيل فنقول وبالله التوفيق: إن الأصل في هذا الدين الذي دلت عليه الدلائل القطعية من الكتاب والسنة أن لا يعبد إلا الله وألا يعبد الله إلا بما شرع سبحانه في كتابه وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن هنا قال أهل العلم إن العبادات توقيفية، بمعنى أن المسلم لا يتقرب إلى الله إلا بما شرعه سبحانه وتعالى وبينته سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، أما من قصد التقرب إلى الله بأعمال ظنها حسنة في عقله أو أخذها عن غيره وإن كان معظما من العلماء أو من غيرهم فهذا عمله مردود مبتدع وإن قصد الخير. لذا جاء عن بعض الصحابة: (ما كل من قصد الخير أدركه) قاله لأقوام يتقربون لله بما لم يشرعه، ولما نهاهم قالوا: الخير أردنا.