وتعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} (?)، ويقول سبحانه: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} (?).

وليس مقصودنا في هذه الكلمة استقصاء الرد على هؤلاء وغيرهم من الطوائف فإن علماء الإسلام وأئمتهم قد أجادوا في ذلك وصنفوا فيها المصنفات فمن أراد الاستزادة فعليه مراجعة المطولات.

وقسم يشهدون أن محمدا رسول الله، وينتسبون للإسلام، لكنهم خالفوا حقيقة هذه الشهادة بأنواع ومراتب من المخالفات بعضها أعظم من بعض.

فقسم منهم بالغ في الغلو فيه صلى الله عليه وسلم وجعله نورا أزليا ينتقل في الأنبياء حتى جاء صلى الله عليه وسلم، ومنهم من يزعم أنه مظهر يتجلى الله فيه والعياذ بالله. فالأول قول الغلاة الشيعة والباطنية وأيضا غلاة الصوفية. والثاني هو قول أهل وحدة الوجود. وكل هذه أقوال كفرية لا تصدر في قلب مؤمن وإنما يزخرف فيها القول وتلبس لباس الإسلام تمويها على العوام. وإلا فهي مضاهاة لقول من سبق من الأمم الكافرة من مثل اعتقاد النصارى في المسيح وأنه إله في صورة إنسان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015