والرسول صلى الله عليه وسلم إنما هو بشر وعبد من عباد الله اصطفاه الله وشرفه بأن كان خاتم الأنبياء والمرسلين وسيد ولد آدم أجمعين وبشريته تنفي ما زعم فيه من المزاعم الباطلة التي ذكرت سابقا وما شابهها، يقول الله عز وجل: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} (?)، وقال عز وجل: {قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا} (?)، وقال صلى الله عليه وسلم: «إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون (?)». وغير ذلك من الأدلة والنصوص الدالة قطعا على بشرية محمد صلى الله عليه وسلم، وأن الله سبحانه إنما ميزه بالرسالة والنبوة، أما الغلو فيه ورفعه فوق منزلته فهذا مخالف لحقيقة رسالته وشهادة أن محمدا رسول الله.
وقسم منهم غلا فيه أيضا بأن صرف له صلى الله عليه وسلم أنواعا من العبادة مثل: الدعاء والخشوع والصلاة إلى قبره ونحو ذلك مما هو من خالص حق الله عز وجل. وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم أمته من ذلك، وشدد فيه وأبدأ فيه وأعاد، بل قبل ذلك القرآن الكريم فإن الله سبحانه خص الدعاء والخضوع والصلاة ونحوها من العبادات به سبحانه. يقول عز وجل: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} (?)، ويقول سبحانه