أيضرك أن يقال: لا إله إلا الله، فهل تعلم إلها غير الله؟) ثم دعاه إلى الإسلام فأسلم فشهد شهادة الحق. قال: فلقد رأيت وجهه استبشر، ثم قال: (إن اليهود مغصوب عليهم، والنصارى ضالون». اهـ.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه (الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح) في معرض حديثه عن تفرق النصارى وتلاعبهم بالإنجيل تحريفا وتغييرا وإخفاء، قال رحمه الله: وقد اختلف النصارى في عامة ما وقع فيه الغلط حتى في الصلب، فمنهم من يقول: المصلوب لم يكن المسيح بل الشبه، كما يقول المسلمون، ومنهم من يقر بعبوديته لله وينكر الحلول والاتحاد كالأريوسية، ومنهم من ينكر الاتحاد وإن أقر بالحلول كالنسطورية.
وأما الشرائع التي هم عليها فعلماؤهم يعلمون أن أكثرها ليس عن المسيح عليه السلام، فالمسيح لم يشرع لهم الصلاة إلى المشرق، ولا الصيام الخمسين، ولا جعله في زمن الربيع، ولا عيد الميلاد، والغطاس، وعيد الصليب، وغير ذلك من أعيادهم، بل أكثر ذلك مما ابتدعوه بعد الحواريين، مثل عيد الصليب فإنه مما ابتدعته (هيلانة الحرانية) أم قسطنطين. وفي زمن قسطنطين غيروا كثيرا من دين المسيح والعقائد والشرائع، فابتدعوا (الأمانة) التي هي عقيدة إيمانهم، وهي عقيدة لم ينطق بها شيء من كتب الأنبياء التي هي عندهم، ولا هي منقولة عن أحد من الأنبياء، ولا عن أحد من الحواريين الذين صحبوا المسيح، بل ابتدعها لهم طائفة من أكابرهم، قالوا: كانوا ثلاثمائة وثمانية عشر.