وروى أحمد والترمذي وحسنه «عن عدي بن حاتم (أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ هذه الآية: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} (?)، فقلت له: لسنا نعبدهم، قال: أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه، ويحلون ما حرم الله فتحلونه؟ فقلت: بلى. قال: فتلك عبادتهم». وقال ابن كثير: (روى الإمام أحمد والترمذي وابن جرير من طرق «عن عدي بن حاتم رضي الله عنه، أنه لما بلغته دعوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فر إلى الشام، وكان قد تنصر في الجاهلية، فأسرت أخته وجماعة من قومه، ثم من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أخته وأعطاها فرجعت إلى أخيها فرغبته في الإسلام وفي القدوم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم، فقدم عدي المدينة، وكان رئيسا في قومه طي، وأبوه حاتم الطائي المشهور بالكرم، فتحدث الناس بقدومه، فدخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي عنق عدي صليب من فضة وهو يقرأ هذه الآية: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} (?) قال: فقلت: إنهم لم يعبدوهم. فقال: (بلى، إنهم حرموا عليهم الحلال وأحلوا لهم الحرام فاتبعوهم، فذلك عبادتهم إياهم). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا عدي ما تقول؟ أيضرك أن يقال: الله أكبر، فهل تعلم شيئا أكبر من الله؟ ما يضرك؟