وأن يتأكد ممن يبذل له زكاة ماله فيتفقد أحوال المحتاجين والضعفاء ويتحسس آلامهم وحاجاتهم فيبذل لهم زكاته حتى تقع زكاته في محلها وأهلها الذين ذكرهم الله في قوله تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ} (?).
فالله سبحانه العليم الحكيم الذي يضع الأشياء في مواضعها اللائقة بها حدد مصارف الزكاة في ثمانية أصناف لا يجوز صرفها لغيرهم، وهم:
الأول: الفقير، وهو من يجد أقل من نصف كفايته وهو أشد حاجة من المسكين؛ لأن الله بدأ به.
الثاني: المسكين، وهو من يجد نصف كفايته أو أكثرها ولا يجد كفايته كاملة.
الثالث: العاملون عليها، وهم الذين يوكلهم ولي الأمر لجباية الزكاة، ويدخل فيهم الكتاب والخراص والحفاظ، فإذا لم يعطوا من بيت المال، فإنهم يعطون أجرتهم من الزكاة.
الرابع: المؤلفة قلوبهم، وهم السادة والكبراء والرؤساء الذين يطاعون في أقوامهم ممن يرجى بعطيته إسلامه أو كف شره أو قوة إيمانه، أو يرجى بعطيتهم إسلام نظرائهم أو الدفاع عن المسلمين.
الخامس: وفي الرقاب، وهم العبيد المكاتبون الذي يشرون أنفسهم من سادتهم، ولا يجدون وفاء لفك رقابهم من الرق،