وقال تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} (?)، وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} (?). فيجب أن نتعلم هذا الكتاب، ونتفقه فيه، حتى نعلم ما خلقنا له؛ فنعلم العبادة التي خلقنا لهذا، حتى نستقيم عليها. وهكذا السنة، سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، نتعلمها ونحفظها ونتفقه فيها، ونسأل عما أشكل علينا، والطالب يسأل عما أشكل عليه من كتاب الله وسنة رسوله، قال تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (?) فتعلم كتاب الله من أعظم نعم الله، فهنيئا لكل طالب يعنى بكتاب الله: تلاوة وتدبرا وتعقلا وعملا، وهذه نعمة عظيمة.
وإني أوصيكم بالاستقامة على هذا الخير العظيم، وسؤال الله التوفيق، والإخلاص في ذلك لله عز وجل، والعناية بالتفقه في كتاب الله، والتفقه في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، مع العمل بأداء فرائض الله، وترك محارم الله، والمسارعة إلى كل خير، والحذر من كل شر، مع الإكثار من تلاوة كتاب الله، ومدارسته والتفقه فيه، ومراجعة كتب التفسير المفيدة، كتفسير ابن جرير، وابن كثير، والبغوي، وغيرهم؛ لمعرفة الحق، ولمعرفة ما أشكل عليكم.