الله، وإني أشكرهم على ما يقومون به نحو تعظيم كتاب الله، وتعليمه للأجيال، فإن هذا هو طريق السعادة لمن استقام على ذلك، وأخلص في ذلك. نسأل الله أن يعينهم على ما فيه رضاه، وعلى ما فيه سعادتهم، وما فيه توفيقهم للفقه في الدين.

وإنني أهيب بجميع الدارسين والمدرسين إلى أن يعنوا بكتاب الله: أستاذا وطالبا وموظفا، وأنصح الجميع أن يعنوا بكتاب الله: تلاوة وتدبرا وتعقلا وعملا وحفظا، ففي كتاب الله الهدى والنور، كما قال سبحانه: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} (?)، وقال سبحانه: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ} (?)، وقال سبحانه: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (?). فهذا الكتاب العظيم فيه الهدى والنور، وكل حرف بحسنة، وكل من تعلم حرفا فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها.

وأوصي الجميع بالعناية بكتاب الله عز وجل: دراسة وتلاوة وتدبرا وحرصا على معرفة المعنى وعملا بذلك، مع الحفظ لما تيسر من كتاب الله. وهو أعظم كتاب، وأصدق كتاب، فقد أنزله الله رحمة للناس وشفاء لما في الصدور، وجعل الرسول أيضا رحمة للعالمين، وهداية للبشر، كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} (?)،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015