وينبغي للطالب أن يسأل أستاذه عما أشكل عليه عن قصد صالح ورغبة؛ كي يتفقه في كتاب الله. وعلى الأستاذ أن يعنى بذلك للتلاميذ، من جهة توجيههم وتعليم الخير والعمل، وأن يكونوا شبابا صالحين، يتعلمون ويعلمون ويسارعون إلى كل خير. فأهم شيء بعد الشهادتين هو أداء الصلوات الخمس، والمحافظة عليها في مساجد الله في الجماعة. ويجب على أهل العلم أن يكونوا قدوة في ذلك- العالم وطالب العلم- يجب أن يكونوا قدوة، وأن يكونوا مسارعين إلى أدائها في الجماعة، حتى يتأسى بهم غيرهم ويحتذي حذوهم في ذلك.
فالعلماء ورثة الأنبياء، وعلى رأسهم الرسل عليهم أفضل الصلاة والتسليم. والعلماء بعد الرسل هم خلفاؤهم، يدعون إلى الله بالقول والعمل والسيرة. والطلبة كذلك- طلبة العلم- يجب عليهم أن يعلموا ويعملوا، وأن يكونوا قدوة لغيرهم، وأن تظهر عليهم آثار العلم والتعلم والتفقه في دين الله، وفي كتاب الله.
نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفق الجميع لما يرضيه، وأن يمنحنا جميعا الفقه في الدين، وأن يرزقنا العناية بكتابه وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، والعمل بهما، والدعوة إليهما، والتواصي بهما: قولا وعملا وعقيدة وتفقها، وأن يعيذنا من مضلات الفتن، ومن نزغات الشيطان. كما نسأله سبحانه أن ينصر دينه، ويعلي كلمته، وأن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان، وأن يمنحهم الفقه في الدين، وأن يوفق حكام المسلمين وأمراءهم لما فيه رضاه، ويصلح أحوالهم، ويمنحهم الاستقامة