يد وهم صاغرون للفئة القليلة المؤمنة، لأن النصر من الله، ينصر سبحانه أولياءه، ويمكنهم بدينهم الحق، ليستخلفهم في الأرض.
في غزوة تبوك، برزت معجزات عديدة يثبت الله بها إيمان الصادقين، ويقوى معها يقين المخلصين في نواياهم وحسن اتباعهم، وتقوم الحجة على المنافقين الذين يرجفون في المجتمع المدني، ويسعون بكل قدراتهم، حتى يخلخلوا قاعدة الإيمان من النفوس، بالتشكيك في الحق الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من عند الله طاهرا نقيا لا شبهة فيه ولا مراء: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (?).
وهذه المعجزات التي ظهرت في غزوة تبوك، هي من معجزات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، ودليل على أن ما جاء به من عند ربه حق لا مراء فيه، وبرهان على أن غزوة تبوك، وإن لم يأت فيها مجابهة مع العدو، كانت نصرا مؤزرا للإسلام وأهله، فانتصر فيها الحق على الباطل، وانتصر رسول الله على أعدائه وأعداء دعوته الكفار والمنافقين، وأبانت أن الله متم نوره، ومظهر دينه، ولو كره الكافرون. وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤيد من ربه، يأتيه خبر السماء، بفضيحة تدابير أهل الأرض، وأن غزوة تبوك كانت محكا إيمانيا ميز الله به الضدين، فبان الجوهر الصافي بصدق المؤمنين وعرف الزيف والزبد بعناد المنافقين، ففضحهم الله بآيات عديدة في سورة التوبة عن أقوالهم وأعمالهم حتى سماها بعضهم الفاضحة.