وهم كثرة- الراغبين في الجهاد، والاستجابة لأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم.

هذه الغزوة العظيمة- غزوة تبوك - التي بان فيها زيف النفاق، وبروز خصاله: من كذب ومعاذير، وتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتسلل من أثناء الطريق، وتفضيل للدنيا وملذاتها على أمر الآخرة، وخداع ومداهنة، وعداوة سافرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومحاولة القضاء عليه في مؤامرة دنيئة، لكن الله أطلع رسوله على كيدهم، وفضحت مؤامرتهم في آخر لحظة، إلى جانب ما امتهنوه من غيبة ونميمة، وموالاة لأهل الكفر، وبغض لأهل الإيمان ومحاربة لله ولرسوله، وإخلاف للوعد، وغير هذا من صفات أبانها الله سبحانه في سورة التوبة حيث فضح الله ما كانت تضمره قلوب أولئك المنافقين.

كما بان في هذه الغزوة في الجانب الآخر، قوة الإيمان، وصدق اليقين بوعد الله والسمع والطاعة واستجابة لله ولرسوله، والتحمل في هذا السبيل، بالجود بذلا، وبالنفس فداء وتضحية، حيث تغلب الإيمان على هاجس النفاق والكفر، وطغى حب الله وحب رسوله، على حب الدنيا وموالاة أهل النفوذ والمال، من أعداء الله ورسوله ففاز حزب الله بتحقيق وعد الله، على حزب الشيطان، وكذب وعده.

في أيام تلك الغزوة العصيبة: انتصر الإيمان على الكفر، وتغلب صوت الحق على أدعياء الباطل، وعلت العقيدة الصافية على النفاق، وأعطى الروم بكثرتهم وعدتهم ومهابتهم الجزية عن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015