سعيد باشا مكاتيب الدولة العلية التي وجدها في انتظاره تأمره بالكرنتينه في الزرقاء عشرة أيام. وكان الباشا قبل ذلك حرر شهادة في سلامة الركب من الأمراض، ولقد أراد أن يوجه بها بريده جوخدار غير أنه سبق السيف العذل، وتقدمت الأوامر على الاستئذان وامتثل ما ورد إليه من الأمر (?).
ولقد قرأت في إحدى الصحف مقابلة مع أحد أبناء مدينة تبوك، وهو الآن عضو في المجلس الإداري للمنطقة، أن مدينة تبوك التي هي حاضرة الإمارة ويتبعها محافظات عدة كان سكانها إلى عهد قريب عربا رحلا، ولا يوجد في البلد إلا دكان صغير واحد يصعب على المسافر فضلا عن المقيم الحصول عنده على الضروريات كالدقيق، ولا يوجد بالبلد مخبز فضلا عن الكماليات.
ولذا فإن المقارنة بين حال تبوك قبل أربعين عاما، وبينها الآن لا يكاد يصدقها إلا من عاينها بنفسه، فالتقدم فيها كشأن مدن المملكة، في مرافق الحياة جميعها، لا تسير سيرا وإنما تقفز قفزات متسارعة، بفضل الله، ثم بفضل ما تيسره الدولة وتهيئ أسبابه، مع توفر العامل الرئيسي الذي أرسى دعائمه الملك عبد العزيز رحمه الله، حيث كان من هواجس نفسه الأولوية في مسيرة البناء وتوحيد أجزاء المملكة، ذلك هو الأمن، الذي تستقيم معه جميع الأمور، ويترابط أبناء البلاد حكاما ومحكومين فيما بينهم بوشاج المحبة والألفة. . فهو أمن في النفوس، وأمن