للسنوسي -: وجدنا بها جنانا من نخيل، غير أن نخلها ذكر لا تمر فيه، وبها وجدنا عنبا ويقطينا ومياها لم يكن مثلها فيما مررنا عليه من المراحل السابقة، وبذلك شاهدنا آثار إخباره صلى الله عليه وسلم بالمغيبات.
ثم قال: وأقام صلى الله عليه وسلم بتبوك عشرين ليلة، واستشار أصحابه في مجاوزتها فقال عمر: إن للروم جموعا كثيرة، وليس بها أحد من أهل الإسلام، وقد دنونا وأفزعهم ذلك، فلو رجعنا هذه السنة حتى نرى أو يحدث الله أمرا. ثم انصرف صلى الله عليه وسلم قافلا إلى المدينة. ثم بدأ في وصف المدينة ومبانيها فقال: أما بناء تبوك فهو من لبن غير مطبوخ وجدرانها قصيرة، دون قامة الإنسان، ومسجدها الذي صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم أقامه عمر بن عبد العزيز، ومنها إلى المدينة كان مزروعا في عهد عمر بن الخطاب.
وروي «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس في ثنية تبوك وأشار إلى جهة الشام وقال: " هذا شامي " وأشار إلى جهة اليمن وقال: " هذا يمني» واستدل العلماء بذلك على أن الحجاز من اليمن.
وقلعة تبوك ذات بئر، بناها السلطان سليمان، ولبركتها عين جارية، ولا أدري هي التي كان يبوكها البايك أو غيرها.
وعند نزول الركب في هاته المنزلة السعيدة قبل أمير الركب